أكتشفت الدراسات حول تعريف الجري السريع أنه أثناء العدو،
فان الدماغ هو الذي يملي الوتيرة. على سبيل المثال، إذا كان الجو حارا، فان
الدماغ يتوقع أن يسخن الجسم ويقوم بإبطاء الوتيرة، عند الاقتراب من نقطة
نهاية السباق، الدماغ يصرخ، "ها قد وصلنا"، ويتسبب بتزايد السرعة.
ما هو تعريف الجري السريع؟
صحيح، لكي نتمكن من العدو بشكل جيد يجب تدريب القدمين، ولكن في الواقع الدماغ هو من يملي الوتيرة في حالة الجري السريع !
اذا كنتم مثل معظم العدائين، اكتشفتم اهمية وتيرة العدو بعد
التجربة والمعاناة الشديدة. تبدؤون العدو بشكل سريع جدا وكما يجب خلال
الدورة الاولى، ولكنكم سرعان ما تجدون صعوبة في انهاء النصف الثاني من
العدو وتتعلمون من هذا الدرس.
في المحاولة التالية، تحافظون على قواكم لكي تتمكنوا من اكمال
السباق من دون الوصول الى حالة الرغبة في التقيؤ. مع الوقت تجدون انفسكم
تواجهون معضلة جديدة: فمن ناحية، فانتم تحافظون على وتيرة العدو بشكل جيد،
ولكن من ناحية اخرى، فانكم تشعرون بالراحة.
تعريف الجري السريع وتحسين وتيرة العدو هو الجري لمسافة معينة في اقصر وقت دون ان تنهار قواك، وذلك فن متطور جدا.
السبب في ذلك هو انه حتى عندما ننظر الى عقارب الساعة، فان
الفكرة التي ترشدنا، اذا ما كان ينبغي ان نزيد الوتيرة، ابطاءها، او الحفاظ
على نفس الوتيرة هو مستوى عدم الراحة الذي نعتقد اننا نستطيع التعامل معه.
حتى وقت قريب، لم يعط باحثو "الجهد" اهمية كبيرة للجانب
العقلي في وتيرة العدو. كان الادعاء الشائع انه اذا قمت بابطاء الوتيرة في
النصف الثاني من العدو، فمن المرجح ان درجة حرارة الجسم قد ارتفعت جدا او
تراكم الكثير من حمض اللاكتيك (او حمض اللبنيك) في الدم (التعب الذي ينتج مادة كيميائية).
الدكتور روس تاكر، وهو فيزيولوجي جهد من جامعة كيب تاون في
جنوب افريقيا، ومجموعة كبيرة من الباحثين الذين يؤمنون انه بالاضافة الى
هذه الاسباب، فان هناك نظام معقد اخريعمل اثناء العدو.
تظهر دراستهم ان دماغنا يقرا الرسائل القادمة من الاعضاء،
الخلايا والانسجة اثناء العدو.وبعد تلقي هذه الرسائل، يستخدم الدماغ هذه
المعلومات لضبط وتيرة العدو الاولية وتحديدها،وزيادتها في وقت لاحق. فهم
كيف تعمل هذه الحواس الداخلية هو المفتاح لكي تكون عداء جيدا وقويا اكثر.
علم الوتيرة
تبنى باحثو الجهد فكرة باحث الماني، التي تقول ان الدماغ
يتحكم في الوتيرة. في عام 1996. ه. ب اولمر ادعى انه اذا قمت باجراء مهمة
معينة، فان دماغك يركز على نقطة النهاية ولذلك، فانه يبدا بالعد التنازلي
مع حساب الجهد الاقصى الذي يمكن استخلاصه من التدريب حتى نهايته.
قبل عدة سنوات، بدا تاكر وزملائه بما في ذلك عالم فيزيولوجيا الجهد الدكتور تيموثي نواكس، بتجربة التي فحصت نظرية اولمر.
سميت النظرية "التنظيم Anticipatory (المتوقع)" - وفقا لهذه
النظرية، فان الدماغ يتنبا متى يتوقع انهاء العدو ووفقا لذلك ينظم الوتيرة.
يقول تاكر:" الدماغ يتحكم باداء الجهد لحماية الجسم من الوصول الى نقطة الفشل او مستوى ضار من الجهد".
كيف يعرف الدماغ الحد النهائي؟ تاكر يجيب على السؤال هكذا:
"يتلقى الدماغ الاشارات من الجسم ويفسر هذه الاشارات في سياق التعامل مع
الجهد".
يفسر تاكر: ان الدماغ يقرا شدة الجهد ويفحص مع جميع الانظمة
المختلفة في الجسم (الطاقة، السوائل، درجة الحرارة) هل من الممكن الحفاظ
على وتيرة معينة التي تمكننا من انهاء السباق"، بعد ذلك يغير الدماغ تشغيل
العضلات لابطاء سرعة العداء او السماح له بزيادة السرعة".
في واحدة من الدراسات التي اجراها تاكر، قامت مجموعتان من
الدراجين بقياس الوتيرة بدرجة حرارة باردة وحارة. وليس مستغربا، ان
الدراجين الذين ساروا في ظروف مناخية حارة كانوا ابطا.
ومع ذلك، فان مجموعة الدراجين الذين ساروا بالظروف المناخية
الحارة خفضوا الوتيرة دون ان يلاحظوا ذلك في غضون خمس دقائق من بداية
القياس وذلك قبل ان ترتفع درجة حرارة جسمهم.
" حقيقة انهم ابطئوا في وقت مبكر جدا، تدل على ان تحديد
الوتيرة يتم بواسطة الدماغ، قبل ان يشير عامل فسيولوجي للرياضي الى خفض
وتيرة السرعة"، يدعي الدكتور كريغ كين، وهو طبيب نفساني رياضي ومحاضر في
قسم علم الحركة في جامعة ولاية كاليفورنيا، لونغ بيتش ". انت لا تبطئ لانك
تشعر بالحرارة، انت تبطئ لانك تتوقع ان تشعر بالحرارة ".
يقول الدكتور كارل فوستر، بروفيسور في البحوث الرياضية من
جامعة وينسكونسون. على الرغم من ان التنظيم المتوقع يعمل بطريقة تمنعك من
ايذاء نفسك، فاحيانا يمكن للدماغ ان يكون محافظا للغاية ويؤدي الى الابطاء
المبكر. كيف يمكنك منع الدماغ من ان يجعلك تبطئ في وقت مبكر جدا؟ "اجرينا
بحوث حول ذلك، ويبدو ان افضل طريقة يتعلم فيها دماغك هي من خلال التدرب".
"كلما تدربت اكثر على الجهد والحس بالتعب فان دماغك يصبح اكثر
دقة بشان قدراتك الحقيقية. الركض بوتيرة تنافسية ثلاث مرات على الاقل خلال
التدريب قبل السباق، يجعل عقلك يعرف قدرات جسمك".
يقترح كايين استراتيجية اخرى: تجزئة التدريب- السلبية. "العدو
في النصف الثاني من التدريب اسرع من النصف الاول، حيث يدربك ذلك على تجاوز
العقل عندما يحاول ان يجعلك تبطئ في النصف الثاني من السباق".
تقنيات العدو هذه، تساعد الجسم والدماغ، ليعتاد على الجهد المطلوب، من اجل تنفيذ اي تدريب او سباق بالوتيرة المثلى بالنسبة لك.
كيف لا نمكن الدماغ من ابطائنا؟
- الشعور الجيد هو الحل، فالشعور بالتعب هو في كثير من الاحيان يكون نابع من الراس فقط، يوجد لجسمك عادة المزيد من الطاقة للمتابعة. قل ذلك لنفسك عندما يحاول عقلك ابطاء الوتيرة.
- فكر بذلك، يمكنك التدرب على وتيرة عدو معينة، ولكن تذكر انه بالاضافة الى ذلك فهناك قوة للتفكير. الباحث الرياضي النفسي والمحاضر الدكتور كايين يقترح تقسيم المسافة، حيث يقول كايين ، خاطب نفسك قائلا :"حافظ على قواك". خلال الجزء الاول من السباق (اول كيلومتر من سباق الخمسة كم والكيلومتر الثاني من سباق الـ 10 كم)، اكبح جماح نفسك لمقاومة الادرينالين الذي يمكن ان يسبب لك الابتعاد عن الهدف والابطاء في وقت مبكر جدا.
- الحفاظ على التركيز، في منتصف مسافة السباق، يجب عليك التركيز، يقول كين. "عقلك سوف يحاول جعلك تبطئ لانه يعتقد انك بحاجة للحفاظ على الطاقة، وعندما تكون مدرك لذلك فيمكنك محاربة هذا الشعور.
- التدريب ، يقول كين : "اذا تدربت بشكل صحيح، لن تضطر للابطاء حتى النهاية، واذا حافظت على وتيرة ثابتة، فسوف لن يكون لديك طاقة لزيادة الوتيرة بشكل كبير في الامتار القليلة قبل خط النهاية." مثال اخر، هو جانب الدماغ الذي يصرخ "لقد وصلت تقريبا" بينما انت لم تصل بعد: "اذا سمعت ذلك في الكيلومتر الـ32 من سباق الماراثون، امنع هذه الفكرة. والا فان عقلك يمكن ان يجعلك تسرع او تبطئ وتبدا بالمشي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق